فضل الصيام المتزن
الفوائد المادية:
من بين الفوائد المادية للصيام الفرض في رمضان والصيام التطوعي في الحالات
المحددة بالسنة الشريفة والتي تنعكس إيجاباً على الصحة الجسمية للصائم، أنه متى
تمت عملية الصوم بالحسنى أي بدون إفراط ولا تفريط في الأكل بعد الإفطار، فإن الضغط يقل
على الجهاز الهضمي وبالتبعية فإن كمية الفضلات أيضاً يتقلص حجمها مقارنة مع أيام
الإفطار. ولهذه الظاهرة جانب كبير من المنفعة الصحية، إذ مع قلة كمية الغذاء
المستهلك بعد إمساك لمدة طويلة خلال النهار، ترتفع نسبة استفادة الجسم من المواد
المهضومة، وقد يتم تعويض النقص في الطلب من الاستعانة بالقسط المخزون في الأعضاء
المخصصة لذلك. وهي بدورها عملية صحية تروم التجديد المستمر للمواد المخزنة بالجسم.
الفوائد المعنوية:
كما أن للصوم فوائد معنوية تتمثل في تغذية الروح بتلاوة القرآن وبالذكر
المتواصل والصلاة المفروضة نهاراً والتطوعية ليلاً وصلة الرحم والصدقة وباقي
الأعمال والمعاملات الصالحة. فتنتعش الروح وتخف النفس ويتسارع الصائم في الخيرات وترجح كفة
الروح فيه على كفة الطين معوضة بذلك ما طرأ على الجسم والمشاعر من نقص في الملذات
والطيبات من الرزق.
ونلاحظ تكرار هذه المشاهد في مواسم ومواطن تعبدية كالحج والعمرة وكذلك في
الأعمال التطوعية المقترنة بأيام العشر الأوائل من ذي الحجة صياماً ونسكاً وغيرها
من المناسبات والفرص المتكررة خلال كل سنة هجرية.
الخلاصة:
انطلاقاً مما سبق ذكره حول الفوائد المادية والمعنوية لشعيرة الصيام، يمكن
استنتاج الفكرة التالية:
(( إنه متى كانت التغذية متوازنة من حيث الكم والكيف، ومتى كانت القدرة
قوية في الصبر على الطاعة وفي كبح النفس في رغبتها الملحة على طلب المزيد من
التغذية بعد إمساك، ومتى كان الصوم متعة روحانية لا تنقطع فرصها خلال السنة، فإنه
من المتيسر على المؤمن كذلك تغليب جانب الروح على جانب الطين في تكوين طبيعة النفس
الإنسانية لديه، فتتحرك "النفس اللوامة" لتعمل جاهدة في التخلص من
تصرفات "النفس الخبيثة" ولتسمو بجهدها وكدحها إلى منزلة "النفس
المطمئنة")).