خرجة من أجل حقيق الحلم
بعد قراءة بعض صفحات كتاب : العوالم
الموازية للذات- الذي اقتنيته من المعرض الدولي للكتاب لهذه السنة - مارست
تمرين PURE (Parallel Universe Reality Emulation) بكل تمعن. وقد
أوصى المؤلف لمن يمارس التجربة، أن يعيش كل مراحل التمرين، و يتماها مع كل الأحداث
الجديدة الغير المعتادة والتي يصادفها في حياته المستقبلية.
الفكرة الرئيسية للكتاب هي أن النفس البشرية
لها إمكانية العيش في عوالم متعددة غير العالم الذي تعيشه الآن، وما عليها سوى
الدخول للعالم الذي ترغب فيه وتعيشه حالياً كواقع حقيقي. واقترح تمريناً يمكن من
عملية الانتقال للعيش في العوالم المختلفة.
وتتكون تقنية PURE من خمس مراحل:
1- حدد الواقع الذي ترغب في العيش فيه
2- استرخ إلى نقطة الصفر: حقق الصمت الشامل والفراغ
الكلي وذلك كالتالي:
·
اختر مكاناً هادئاً
·
استرخ وأغمض عينيك
·
تخلص من كل الأفكار والمشاغل الآنية
·
تنفس بهدوء وتحرر من الواقع الحالي
3- استحضر الواقع الجديد، تخيله وعشه، فهو موجود
4- ادخل في المنظور الجديد – حقل طاقة - وتمتع بالرضى
والطمأنينة.
5- استرخ لبضع دقائق قبل فتح العينين وقد أتممت
عملك، وعش عالمك الحقيقي الجديد فإنه الآن واقعك الحقيقي.
كانت القراءة في الأسبوع المنصرم، فمارست
التمرين يوم السبت، وأتى الواقع المعاش يوم الأحد، كيف وقع ذلك؟
بداية، حددت موضوع التمرين:
كان لي حلم هو التجوال في الطبيعة للتمتع
بمناظرها وكذا التعرف على الأنماط المختلفة للبشر واكتشاف طبائع العقليات المختلفة
والتمتع بدفء العلاقات الاجتماعية المتميزة لكل نمط منها.
وكنت أحمل هذا الحلم طوال حياتي، واعتقدت أن
تحقيقه لن يتم إلا بعد التقاعد عن العمل الإداري. لكن بعد التمرين، أحسست وكأنني
أعيش الحلم حقيقة. إذ لم يعد شرط التفرغ يعيق تحقيق الحلم، ذلك أن وقت الفراغ
متواجد من الآن وهو يومي أخر الأسبوع، أيام العطل ومتى سنحت الفرصة لذلك ولو خلال
أيام العمل.
استيقظت صباح يوم الأحد فتوجهت بالسيارة صوب
الجبل بالقرب من مدينة بني ملال، فكان من المعتاد أن أجلس بالمقهى المطل على
المدينة، فأتمم قراءة كتاب العوالم الموازية، ثم أعود للمنزل. لكن الاختيار في هذ
المرة صادف الحلم الحقيقي الذي أعيشه. فتوجهت صوب قمة الجبل وهناك بدأت التجربة
الجديدة.
تركت سيارتي بالقرب من منزل قروي، فلما رآني
صاحب المنزل طلب مني إن كنت أرغب في كأس شاي بعد العودة من المشي، قلت نعم لسببين:
الأول أنني أرغب في شرب الشاي الذي ألفت شربه في مثل هذا الوقت، وهو الشراب الذي
كنت أتناوله في المقهى المفضل. والسبب الثاني هو الرغبة في التعامل مع رجل البادية
والتحدث معه، وهذا ينسجم تماماً مع الواقع الجديد.
فضاء التجربة: دوار تيزي نوغني جماعة تاكلفت التايعة
لعمالة أزيلال.
قمت بالمشي في الحقول لمدة ساعة كاملة،
اكتشفت فيها شجرتين متلاحمتين وكأنهما تجسدان فكرت التوازي موضوع هذه التربة،
واكتشفت شلالاً صغيراً، واقتفيت أثر طرقات المسافرين مشياً على الأقدام والدواب،
وكل هذا في فضاء يتكون من جو نقي، بين قمم جبال مكسوة بالثلوج وتحت شمس صباحية
مشرقة.
ومن الكنوز المكتشفة في هذا المحيط، أذكر
حجراً منحوتاً بكيفية جعلتني أتسأل: هل هذا من عمل الإنسان أم من عوامل التعرية.
وبعد التحدث مع الفلاح تأكدت أن التحفة كانت طبيعية.
كان الشاي مناسبة للتحدث مع المضيف في جو من
الثقة والتقدير المتبادلين. فبعد تبادل التعارف، أطلعته على التحفة المتواجدة
بالقرب من منزله فأكد لي أن لا أحد انتبه إليها، فأوصيته أن ينقلها لمنزله
ويستغلها كمنظر يزين بها الوسط الذي يعيش فيه، فأخذت لي وله صورة مع التحفة وشكرني
على الهدية.
كما
أخبرته أنه يتواجد في مكان استراتيجي يمكنه من إقامة مشروع مقهى أو مكان يوفر راحة
الزوار الوافدين من بني ملال. وهذا المشروع سوف يمكنه من تشغيل الأولاد ويوفر
الدخل القار لأسرته.
إنها تجربة ناجحة لحلم عشته حقيقة خلال هذا
اليوم، وذلك بسبب تمرين قمت به البارحة. ونفس التجربة يمكن تكرارها في ميادين مختلفة
لتحقيق ما ترغب فيه النفس البشرية، إن على المستوى المادي أو المعنوي.
هذا هو سر نجاح مناهج التنمية الذاتية: فهي
مجموعة وسائل تصدق مع من أخلص العمل بها، ولا أثر لها لمن جهلها أو من لم يعطيها
أي اهتمام.
وفي طريق عودتي للمنزل، التقطت صوراً لمناظر
الجبال المطلة على بني ملال والمكسوة بالثلوج.
بني ملال يوم الأحد من أيام مارس 2015.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق