السبت، 30 أبريل 2016

خرجة التواصل الجمعوي


أهمية العمل الجمعوي

خرجة جمعوية بالعالم القروي:


التواجد في جماعة قروية بأيت عباس، قيادة أيت امحمد دائرة وعمالة أزيلال، لمناقشة الجانب المالي والمحاسباتي للجمعيات، لهو برهان قاطع على أن قطار التنمية البشرية قد انطلق ووضع في السكة الصحيحة والمتينة.
كما أن تواجد جمعيات مهيكلة في الوسط الجمعوي، لهو أيضاً مؤشر إيجابي على تواجد مقومات البيئة التحتية للمجتمع المدني الذي يعول عليه ويعتبر الضامن الأساسي للتطور والوعي وتوفير رغد العيش للسواد الأعظم من المواطنين.
ومن هنا تظهر أهمية الدورات التكوينية و الأيام الدراسية التي تؤطر العمل الجمعوي وتمنحه قيمة مضافة وجودة في العمل والمصداقية في التعامل.
وحول أهمية مواضيع هذا التكوين، يمكن القول أن للعمل الجمعوي مزايا وفوائد إيجابية كثيرة، ولكنه أيضاً تترتب عنه مسؤوليات وواجبات يتعين معرفتها والعلم بكل جوانبها.

فأما المزايا، فهي متعددة المظاهر ومتنوعة التجليات، وذلك بحسب أهداف الجمعية، وكذلك حسب رغبة وإرادة كل عضو أو منخرط في هذه الجمعية ونذكر منها:

-         إن أكبر وأجل مزية حسب اعتقادي هي استجابة الفرد لنداء المواطنة وانخراطه في الجهاد الأكبر، كما عبر عنه ونادى إليه المغفور له الملك محمد الخامس، فإذا كان لأجدادنا وآبائنا شرف التضحية بالمال والنفس في سبيل الحصول على الاستقلال، فإن لنا نحن أيضاً حقنا في التضحية بالمال والوقت والجهد المادي والفكري في سبيل بناء مغرب قوي اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.

-          كما أن العمل المنظم والجمعية المهيكلة ترشحان هذه الأخيرة للفوز في الحصول على المزيد من المساعدات والإعانات، وخاصة تلك المتعلقة ب "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" وبالتالي النجاح في تحقيق الأهداف المسطرة في قوانينها الأساسية وإنجاز المشاريع المبرمجة في مخططاتها الإستراتيجية.

-         التكفل بإنجاز مشاريع القرب والتخفيف من عبئ المصالح الإدارية، فهناك تجارب الدول المتقدمة في أمريكا وأوروبا حيث تحل الجمعيات محل مصالح الدولة في حل بعض مشاكل القرب.

-         أحياء قيم التآزر والتضامن المتجدرة في ثقافتنا والمكونة لدعائم حضارتنا الإسلامية-العربية-الأمازيغية-الإفريقية، (مظاهر التويزة، ثاضا...) التي من شأنها إعادة الاعتبار وبعث الثقة في المجتمع القروي والبدوي كمجال الإبداع ونشأة الحضارات كما عبرت عنها أفكار ابن خلدون وأبو علي اليوسي، حيث اعتبرت البادية كمهد للحضارات وحضانة للقيم والأخلاق، واعتبرت المدينة كمهد لفلول الحضارات وتفريخ خصال الرذيلة والظلم الاجتماعي.

-         التمرن على إتقان العمل واكتساب تجارب حسن المعاملة مما يكسب غنى التجربة والنجاح في الوظيفة والمسؤولية.    

أما ما يتعلق بالمسؤوليات، فجانب منه هو موضوع يومنا الدراسي هذا، ويمكن تلخيصه في نقطتين:

-         إن العمل الجمعوي لا يجب أن يتسم بالعشوائية، بل هو عمل منضبط وينخرط في منظومة قانونية يتعين معرفتها والعمل طبقاُ لمقتضياتها، وإن الإخلال بالمقتضيات القانونية قد تترتب عنه المسؤولية المالية والمدنية والجنائية.

-         إن تعامل الجمعيات مع المال العام، يلزمها التقيد بمقتضيات المالية والمحاسبة العمومية، التي من شأنها أن تساهم في ضبط العمليات وتحسين جودة المعاملات، فبالإضافة إلى حسن النية، فإن العمل الجمعوي يجب أن تتوفر فيه حسن التسيير والتدبير، وكذا الفعالية والمصداقية، طبقاً للمثل المغربي: "الحساب صابون"، وهنا يبرز عاملي المراقبة والمحاسبة.

ثم هناك موضوع على جانب كبير من الأهمية، وهو مزية التمرس على حسن التواصل، كوسيلة لتبادل التجارب الناجحة وتوفير التوعية اللازمة وهذا ما ترتب عن تخصيص يوم دراسي يجمع بين مختلف الجمعيات وممثلي المالية والمحاسبة العمومية بهذه المنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق