الأربعاء، 27 أبريل 2016

خرجة لتحقيق التوازن ؟


خرجة للتأمل في التوازن


المشكل:

الشعور بعدم الاستقرار النفسي والإحساس بضغط يكبل حيوية طاقتي وإرادتي في الإنجاز والعمل الجدي الإبداعي، كما أحس بشبه قلق نفسي يكدر راحتي الآنية وينذر بصعوبات ومشاكل مستقبلية.

أصل المشكل:

إن أصل المشكل يرجع بالأساس إلى عواقب المسؤولية التي أتحملها في العمل كإطار معرض للمساءلة عن مراقبتي لإنجازات غيري، فبالرغم من الاتصاف بالجدية والنزاهة في التعامل من جهة، وبالرغم كذلك من الفعالية والمصداقية في العمل من جهة ثانية، فإن الشعور بالارتياح بعد الإنجاز المرحلي قد لا يعمر طويلاً، إذ سرعان ما تغشاه سحابة القلق وعدم الاطمئنان وذلك بسبب كون مصير هذا العمل معلقاً إلى حين التسليم بصحته أو الانتهاء المهام بفعل الانتقال أو الإحالة على التقاعد.

الحل:

أمام هذه الوضعية الحرجة التي تنغص علي حالة الاطمئنان وتحطم ما اكتسبته من رغد العيش، وحتى أتمكن من التمتع براحة البال كمحطة لاستراحة الضمير وفرصة للتزود بالإرادة والعزيمة لاستكمال الأهداف والخطط المسطرة، يتعين علي عدم الاستسلام لخواطر الإحباط واليأس، والتحلي بالمشاعر الإيجابية وتغليب جانب الأفكار التفاؤلية في الحياة، خاصة وأن كل المسؤوليات الإدارية والمالية محفوفة بالمخاطر، ومع ذلك فالملاحظ أن الكل ينشط في ميدانه ويتكيف مع طبيعة ظروف عمله ومخاطر مسؤولياته.

الحل المقرح للخلاص من مخالب هذا الضغط النفسي هو الترفيه على النفس وتقوية الجانب المعنوي فيها وذلك بكل أشكال الممارسات والطقوس والعبادات وعلى رأسها وسيلة الخروج من الإطار.

والأمر يتعلق بممارسة تمارين "الخروج من الإطار" أي الانتقال من حالة السكون وما أعتدنا ممارسته كردود أفعال مبرمجة مسبقاً إلى التحلي بروح الحركية والحماس لرفع التحديات، مستعينين ببعض بوسائل الإغاثة ومنها:

-        تمرين التنفس العميق لتزويد الدماغ بالأكسجين ( مع ذكر لا إله إلا الله مثلاً) أو ما يسمى بالتنفس الواعي بغرض التركيز الآني على عملية التنفس عوض الانشغال المعتاد بالتفكير في الماضي المقلق أو في المستقبل المخيف.

-         تغيير المكان وظروف العيش: كالخروج من المكتب إلى الحديقة، لتنفس الهواء النقي ومشاهدة النبات والأشجار والزهور والطيور.


-        تناول المنبهات الخفيفة كالشاي أو القهوة وغيرها (وبالقليل من السكر).

-        التحدث مع أعز الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة عبر الهاتف.

-        ارتداء ثياب جميلة وأخذ عطور مفضلة أو مشاهدة عمل فني جميل يساعدك على استحضار مشاعر الفرح والسرور والبهجة التي من شأنها أن تغير لديك نظرتك للحياة، فترى الكون جميلاً وتتلذذ بطعم العيش وتهنأ بسكينة الحياة.

-        وينبغي لكل منا أن تكون لديه لائحة التصرفات التي تحفزه وتزوده بالحيوية والطاقة الازمة والكفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة.

إن الله جميل يحب الجمال وأودع مكونات الجمال في كل مخلوقاته، وما علينا سوى التزود بالبصيرة لمعاينتها والتمتع بفضيلتها، والحرص على عدم التركيز على ما لا نريده وبالخصوص ما يتعلق منها بالمكونات الغير الجميلة، ولتقتصر معرفتنا بها في حدود معاينتها وذلك بغرض تجنب مساوئها وتفادي الوقوع في حبال مكائدها.     

الأمثلة الناجحة:

إن المبدعين المرموقين الناجحين في أعمالهم، ما كانوا ليحققوا إنجازاتهم لولا قدرتهم في التغلب على معوقاتهم البدنية والنفسية، ولولا تمسكهم الشديد بما سطروه من أهداف وغايات لرسائل حياتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق